منتدى الفنانة دينا أبو السعود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كلاشينكــوف: هزلــي في مشــاهد الجــد

اذهب الى الأسفل

كلاشينكــوف: هزلــي في مشــاهد الجــد Empty كلاشينكــوف: هزلــي في مشــاهد الجــد

مُساهمة  كمال سلطان الإثنين 25 فبراير 2008, 4:29 am


محمد حسين


هذا المشهد يلخص لك مدي جودة فيلم "كلاشينكوف": "محمد رجب"، القناص المحترف، يخبر "صلاح عبدالله" مدير أعماله، بأنه لن يقتل "غادة عادل"، المذيعة الجميلة الشريفة الجريئة.. هنا ينقلب "صلاح" بطريقته المعتادة في كل أفلامه، عندما يقفز فجأة من كوميديا الشخص التافه، إلي تراجيديا الشخص المستضعف الذي فُجع في أعز ما يملك؛

بتأثر يلوم تلميذه علي عدم وفائه له، وهو الذي لملمه من حواري إيطاليا وجعله قاتلا محترفا محترما، ويقتبس "صلاح" جمل كلاسيكية من الأفلام القديمة كأنه يقدم أداء هزليا ليسخر من "رجب"، ونعرف كلنا أن هذا كله خدعة، لكن الوحيد الذي تدمع عيناه هو "رجب" نفسه، وتنتابه لزمة عصبية في عينه اليمني.. ثم تتوقف الملحمة الأبوية العظيمة ويقول "رجب" إنه لن يقتلها، ولن يسمح لآخر بقتلها.
هل يقول لي أحد إذا ما كان علي الضحك.. أم الاكتفاء بالبكاء مثل المسكين "رجب"؟ في فيلم آخر، أمريكي طبعا، سيكون هذا المشهد هو الماسترسين، عندما يتواجه الوفاء مع الحب، والماضي مع المستقبل. لكن الحقيقة أن مشهدا مثل هذا ليس أكثر من عبء علي كاهل الممثلين والمخرج، مشهد تفرضه عليهم قواعد الجمال والإنسانية والدراما، وهو يتكرر في 50 فيلما أمريكيا علي الأقل بنفس القصة، مما يعني أنه هام فعلا ولا يمكن الاستغناء عنه.. إذن فليفعلها كل واحد منا علي طريقته: "صلاح" يستظرف بحركتين من حركاته المعتادة، "رجب" يفهم الموضوع علي طريقته ويحاول أن يثبت لنا أنه ممثل كبير قادر علي البكاء الذاتي بدون استخدام القطرة، أما المخرج.. فعلا، أين المخرج؟ ماذا كان يفعل "رامي إمام".
لقد أصبح هذا مملا، جميع الأفلام من نوعية "كلاشينكوف"، الأكشن والإثارة، يظن مخرجوها أن دورهم هو مجرد الاطمئنان علي استخدام كل أنواع القطعات السريعة في المونتاج، والاتفاق مع مديري التصوير والإضاءة والديكور علي مناظر تنتمي لعالم في أحلامهم. يتكلم المخرجون كثيرا عن توجيه الممثل، لكن ما يحدث هو أن كل ممثل يتحرك ضمن أجندته الخاصة، وللمخرج اليد العليا في تغيير أي شيء بالسيناريو، لكن الاهتمام وحده ينصب علي مشاهد الأكشن، وهي منعدمة الوجود في هذا الفيلم تقريبا.
أجندة "محمد رجب" معروفة منذ زمن، الرجل سيفعل أي شيء ليصبح بطلا مطلقا، وهو يري نفسه منذ سنوات يساند أبطالا أقل منه موهبة، أو هم أفضل منه لكن يد الحظ كانت واضحة معهم، وبعد انتظار يحصل علي فرصته في ظل زيادة مساحة الإنتاج عن عدد الأبطال المطروحين للاختيار. ولماذا لا؟ لو كان الأمر يتحدد بالأناقة، فسوف يجعل من الفيلم ديفيليه للبدل والكرافتات بكل الألوان، وإذا كان الموضوع هو ذكورة، فعليه أن يترك لحيته نصف حليقة ويستخدم نظراته الجريئة طوال الوقت ويتعلم استخدام سكين المطبخ مثل الطهاة الكوريين، ولو كانت الحكاية في خفة الدم، سيستخدم كل قدراته لتوليد الضحك، وهو ينجح في هذا فعلا، لكن وسط مشاهد جادة للغاية، كما أنه يقع بوضوح في منطقة أداء "كريم عبد العزيز" الكوميدية، عندما يستغل كون الشخصية من طبقة اجتماعية عليا، ثم يلقي بإفيه ذي لهجة ريفية، مع مسحة أنثوية تشبه طريقة الأمهات.
ليس عند "صلاح" أجندة خاصة، سوي أن يستمر في تقديم نفس الشخصية اللزجة إلي مالانهاية، "صلاح عبد الله" هو "صلاح عبد الله"، أصبحنا نحفظه ونعرف متي يكون جادا أو يدعي الجدية. "غادة عادل" استقرت نهائيا في موقع الفتاة الجميلة الساذجة التي تحتاج لحماية بطل ما، وبدور تقليدي للإعلامية التي تسعي "وراء الحقيقة"، لتنضم في مساعيها الحميدة إلي "نادية الجندي" و"يسرا" اللتين قدمتا هذا الدور أكثر من مرة ليصبح موضة مطلوبة.
الفيلم يضم واحدة من أكثر الموسيقات التصويرية إزعاجا، فهي في مقدمة شريط الصوت طوال الوقت، وبألحان "خالد حماد" التي لا تعني أي شيء علي الإطلاق سوي افتراض الإثارة. ويظهر "محمود البزاوي" في 5 مشاهد كتبها بنفسه ولنفسه، فهو كاتب السيناريو بعد أن وضع "وائل عبد الله" الخطوط الدرامية العميقة للقصة، يلعب "البزاوي" دور رجل الشرطة الذي يتابع ويعد عمليات القناص كما لو كان يتفرج عليه مثلنا، ثم يذهب لاستشارة سجين قديم حول نوع سلاح القناص، فهو بالتأكيد يعرف أكثر من قسم الأدلة الجنائية، وعندما يداهم شقته يدق علي الباب بلطف ولا يحاول اقتحام الشقة ويظل منتظرا علي الباب لساعات!
حتي المونتاج الذي نفترض أن المخرج ركز عليه، به أخطاء عميقة: ينتهي مشهد بدخول "صلاح عبد الله" إلي مقر السجن ويبدأ مشهد جديد له وهو في مطعم علي النيل بدون أدني علاقة بين المشهدين. ويكرر الفيلم للمرة المليون طقوس ارتداء ملابس القتال السوداء التي أطلقها فيلم "كوماندو" الأمريكي، وبطول تكرارها أصبحت ملمحا كوميديا كما في"الرجل الأبيض المتوسط". اسم الفيلم نفسه - وهو لقب القناص- لا يأتي ذكره إلا مرتين وبشكل عرضي لا تكاد تلاحظه
كمال سلطان
كمال سلطان
رئيس التحرير
رئيس التحرير

ذكر
عدد الرسائل : 221
العمر : 54
الموقع : http://kamalsultan.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 15/02/2008

https://www.facebook.com/group.php?gid=8927383847

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى