كرم جبر يترحم على ايام سعد الدين وهبة
صفحة 1 من اصل 1
كرم جبر يترحم على ايام سعد الدين وهبة
حوار: محمد بكري
بعيدا عن اجواء العمل الصحفي والاعلامي وبعيدا عن الارقام والميزانيات.. خلع الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس مجلس ادارة مؤسسة روزاليوسف الرداء الرسمي وارتدي ثوب نجم وفنان اسمه عزت أبوعوف ونصبته مجلة 'أخبار النجوم' رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي واجرت معه هذا الحوار...
هل تري أن مهرجان القاهرة السينمائي يؤدي دوره في اثراء الحياة الثقافية والفنية علي الوجه الاكمل؟
­ عندما يعقد المهرجان هذه السنوات اترحم علي أيام سعدالدين وهبة الذي استطاع ان يخلق منه حدثا فنيا وثقافيا وسياسيا رفيع المستوي واتذكر اننا كنا حريصين علي حضور فعالياته يوميا وكانت دور العرض كاملة العدد بخلاف العروض الخاصة للصحفيين والنقاد وكانت دائما مزدحمة بضيوفها اما الآن فقد تغير الوضع كثيرا وأصبح مهرجان القاهرة غير قادر علي جذب الجمهور في دور العرض ولا حتي النقاد والصحفيين في القاعات الخاصة بعدما فقد كل عوامل الجذب والاثارة والابهار.
ولماذا فقد المهرجان جاذبيته؟
­ لعدة أسباب منها انتشار القنوات الفضائية والانترنت حيث تستطيع أن تشاهد أحدث الافلام في نفس توقيت عرضها بالخارج ومنها أيضا نوعية الافلام المشاركة فقديما كانت الافلام اكثر تشويقا واتذكر منها علي سبيل المثال 'الرقص مع الذئاب' والفيلم التونسي 'حمام السطوح' فهذه النوعية من الافلام بجانب انها مشوقة فهي ايضا غنية حيث تنقل لنا ثقافة الشعوب وعاداتها وكان المهرجان عبارة عن سفر للخارج وكذلك كانت الندوات الثقافية في غاية الاهمية وعلي أعلي مستوي ممكن وكان ضيوف المهرجان علي درجة عالية من الاهمية في السينما العالمية فقد اعطي سعد وهبة مهرجان القاهرة جزء كبير من شخصيته وثقله وادهشني العام الماضي المعاملة السيئة من جانب مسئولي المهرجان للصحفيين علي الرغم من انه قبل أن يكون مهرجان سينمائي فهو اعلامي بالدرجة الاولي حيث يعتمد علي تسويقه وعلي عرض الافلام والكتابة للرأي العام وكانت الصحف قديما تخصص ملاحق له وكان لدينا أبواب ثابتة اسمها الافلام الممنوعة في المهرجان وعلي مستوي المواطن العادي كانت هناك مقولة شهيرة اطلقها عادل امام 'قصة ولا مناظر' اما الآن فأصبحت الناس لا تهتم بالقصة ولا بالمناظر وأصبح الجمهور في تناقص مستمر.
كيف يعيد كرم جبر الفنان للمهرجان بريقه؟
­ أولا لابد للدولة متمثلة في وزارة الثقافة والجهات الاخري المعنية ان تهتم به ولا تتسول وراء الرعاة خاصة ان قديما لم يكن هناك رعاة وكان يحقق المهرجان أهدافه ومكاسب مادية أخري، ثانيا لابد أن نعطي للمهرجان ثقله وندعمه في ظل المنافسة الحامية مع المهرجانات السينمائية الاخري بالمنطقة العربية ومنها دبي وأبوظبي والغريب أن مهرجان مراكش المغربي احتفل العام الماضي بمئوية السينما المصرية ونحن في مهرجان القاهرة لم نقترب من هذه المناسبة وكأننا في غيبوبة، والحقيقة ان السينما المصرية قامت وماتزال تقوم علي اكتاف المصريين بخلاف الاغاني والدراما التليفزيونية التي لنا فيها منافسين اما الفيلم السينمائي فنحن مازلنا أصحاب اليد العليا وأن لم نحافظ علي ذلك سنتراجع ونتدهور وسيشاركنا دول أخري هذا التميز وربما مع الوقت تسحب البساط من تحت أقدامنا.
بمناسبة الرعاة.. ما رأيك في انسحاب ساويرس وماذا تفعل وأنت رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائي؟
­ دخول ساويرس كان خطأ وانسحابه خطأ أكبر، وأنا قرأت في بداية دخوله كراعي للمهرجان العام الماضي تصريح قال فيه: 'أنا رجل أعمال ولابد أن اكسب واستفيد من المهرجان'.. وهناك أشياء كثيرة اذا وضعنا فيها منطق الربح سوف تخسر ولا يجب أن يكون المكسب والخسارة هما المحرض للقيام بهذه الاشياء لان السينما ليست خط موبينيل لابد أن تكسب من ورائه فهي تبني الشعوب والأمم وتشيد الثقافات والافلام القديمة مثلا هي الآن جزء من تراث مصر وتاريخها وحضارتها والتاريخ الحقيقي لمصر في السنوات السابقة وتفاصيل الحياة الاجتماعية قديما يمكن معرفتها من الافلام السينمائية المصرية التي ارخت للوجدان المصري وللانتصارات والانكسارات فضلا عن الاسماء العملاقة في هذا العالم مثل نجيب الريحاني ويوسف وهبي واسماعيل ياسين وبالتالي لا يصح أن نتعامل مع هذه الكيان العظيم بمنطق السلعة أو كارت الموبايل واذا كان لابد من دخول رجال الاعمال كرعاة لهذا المهرجان لابد أن يكون دخولهم من منطق الفن وقيمته وليس الربح والخسارة وأنا الاحظ أن الرعاة هدفهم الاساسي في هذه الاحتفاليات هو الدعاية لأنفسهم في المقام الاول والاخير وهو ما يفقد هذه الاحداث أهميتها وتميزها وقيمتها في نفس الوقت.
ماذا تفعل العام القادم اذا واجهتك مشكلة ان الافلام المصرية لا ترقي للمنافسة بالمهرجان هل ستضطر للمشاركة بأحدها علي سبيل التمثيل المصري؟
­ اطلاقا لا يمكن ان اقبل بسياسة الامر الواقع فرغم قلة الانتاج السينمائي مقارنة بأيام زمان حيث كان يتجاوز الانتاج 200 فيلما سنويا تقريبا ووصل الآن الي ما يقرب من خمسين فيلم الا أن هناك محاولات جيدة تحتاج لنظرة متأملة والاختيار الدقيق يفصل ما بين الصالح والطالح والسينما الشبابية بها تجارب جيدة رغم الامراض التي تصيبها وتصيب المجتمع بأسره وأهم هذه الامراض هو الانغلاق والشللية وتتمثل الشللية في الوسط الفني في وجود مجموعة من الشباب الذين يرفضون الاستعانة بالخبرات القديمة باستثناء حسن حسني الذي أصبح التيمة الاساسية والعامل المشترك في معظم الافلام تقريبا في حين انه يوجد حاليا في مصر من الجيل القديم أكثر من 20 حسن حسني لا يجدون عملا ويعانون البطالة اما الانغلاق فقديما كان الفنانين لهم مجتمع من الادباء والصحفيين والمفكرين ورجال الاعمال وكان الممثل جزء من هذا النسيج أما الآن فهم منغلقون علي أنفسهم وكل المحيطين بهم هم فنانون أيضا والمشهد الحالي أشبه ما يكون بحارات اليهود قديما حيث كان ممنوع دخولها لغير اليهود!
لذلك فأنا ادعو نجوم الجيل الحالي للانفتاح علي تجارب الآخرين والانغماس في المجتمع بكل عناصره حتي يكون هناك تواصل بين الاجيال وألا يكونوا مثل فرع الشجرة التي قطعت جذورها ويريدون البقاء والنمو دون جذور.
بعيدا عن اجواء العمل الصحفي والاعلامي وبعيدا عن الارقام والميزانيات.. خلع الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس مجلس ادارة مؤسسة روزاليوسف الرداء الرسمي وارتدي ثوب نجم وفنان اسمه عزت أبوعوف ونصبته مجلة 'أخبار النجوم' رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي واجرت معه هذا الحوار...
هل تري أن مهرجان القاهرة السينمائي يؤدي دوره في اثراء الحياة الثقافية والفنية علي الوجه الاكمل؟
­ عندما يعقد المهرجان هذه السنوات اترحم علي أيام سعدالدين وهبة الذي استطاع ان يخلق منه حدثا فنيا وثقافيا وسياسيا رفيع المستوي واتذكر اننا كنا حريصين علي حضور فعالياته يوميا وكانت دور العرض كاملة العدد بخلاف العروض الخاصة للصحفيين والنقاد وكانت دائما مزدحمة بضيوفها اما الآن فقد تغير الوضع كثيرا وأصبح مهرجان القاهرة غير قادر علي جذب الجمهور في دور العرض ولا حتي النقاد والصحفيين في القاعات الخاصة بعدما فقد كل عوامل الجذب والاثارة والابهار.
ولماذا فقد المهرجان جاذبيته؟
­ لعدة أسباب منها انتشار القنوات الفضائية والانترنت حيث تستطيع أن تشاهد أحدث الافلام في نفس توقيت عرضها بالخارج ومنها أيضا نوعية الافلام المشاركة فقديما كانت الافلام اكثر تشويقا واتذكر منها علي سبيل المثال 'الرقص مع الذئاب' والفيلم التونسي 'حمام السطوح' فهذه النوعية من الافلام بجانب انها مشوقة فهي ايضا غنية حيث تنقل لنا ثقافة الشعوب وعاداتها وكان المهرجان عبارة عن سفر للخارج وكذلك كانت الندوات الثقافية في غاية الاهمية وعلي أعلي مستوي ممكن وكان ضيوف المهرجان علي درجة عالية من الاهمية في السينما العالمية فقد اعطي سعد وهبة مهرجان القاهرة جزء كبير من شخصيته وثقله وادهشني العام الماضي المعاملة السيئة من جانب مسئولي المهرجان للصحفيين علي الرغم من انه قبل أن يكون مهرجان سينمائي فهو اعلامي بالدرجة الاولي حيث يعتمد علي تسويقه وعلي عرض الافلام والكتابة للرأي العام وكانت الصحف قديما تخصص ملاحق له وكان لدينا أبواب ثابتة اسمها الافلام الممنوعة في المهرجان وعلي مستوي المواطن العادي كانت هناك مقولة شهيرة اطلقها عادل امام 'قصة ولا مناظر' اما الآن فأصبحت الناس لا تهتم بالقصة ولا بالمناظر وأصبح الجمهور في تناقص مستمر.
كيف يعيد كرم جبر الفنان للمهرجان بريقه؟
­ أولا لابد للدولة متمثلة في وزارة الثقافة والجهات الاخري المعنية ان تهتم به ولا تتسول وراء الرعاة خاصة ان قديما لم يكن هناك رعاة وكان يحقق المهرجان أهدافه ومكاسب مادية أخري، ثانيا لابد أن نعطي للمهرجان ثقله وندعمه في ظل المنافسة الحامية مع المهرجانات السينمائية الاخري بالمنطقة العربية ومنها دبي وأبوظبي والغريب أن مهرجان مراكش المغربي احتفل العام الماضي بمئوية السينما المصرية ونحن في مهرجان القاهرة لم نقترب من هذه المناسبة وكأننا في غيبوبة، والحقيقة ان السينما المصرية قامت وماتزال تقوم علي اكتاف المصريين بخلاف الاغاني والدراما التليفزيونية التي لنا فيها منافسين اما الفيلم السينمائي فنحن مازلنا أصحاب اليد العليا وأن لم نحافظ علي ذلك سنتراجع ونتدهور وسيشاركنا دول أخري هذا التميز وربما مع الوقت تسحب البساط من تحت أقدامنا.
بمناسبة الرعاة.. ما رأيك في انسحاب ساويرس وماذا تفعل وأنت رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائي؟
­ دخول ساويرس كان خطأ وانسحابه خطأ أكبر، وأنا قرأت في بداية دخوله كراعي للمهرجان العام الماضي تصريح قال فيه: 'أنا رجل أعمال ولابد أن اكسب واستفيد من المهرجان'.. وهناك أشياء كثيرة اذا وضعنا فيها منطق الربح سوف تخسر ولا يجب أن يكون المكسب والخسارة هما المحرض للقيام بهذه الاشياء لان السينما ليست خط موبينيل لابد أن تكسب من ورائه فهي تبني الشعوب والأمم وتشيد الثقافات والافلام القديمة مثلا هي الآن جزء من تراث مصر وتاريخها وحضارتها والتاريخ الحقيقي لمصر في السنوات السابقة وتفاصيل الحياة الاجتماعية قديما يمكن معرفتها من الافلام السينمائية المصرية التي ارخت للوجدان المصري وللانتصارات والانكسارات فضلا عن الاسماء العملاقة في هذا العالم مثل نجيب الريحاني ويوسف وهبي واسماعيل ياسين وبالتالي لا يصح أن نتعامل مع هذه الكيان العظيم بمنطق السلعة أو كارت الموبايل واذا كان لابد من دخول رجال الاعمال كرعاة لهذا المهرجان لابد أن يكون دخولهم من منطق الفن وقيمته وليس الربح والخسارة وأنا الاحظ أن الرعاة هدفهم الاساسي في هذه الاحتفاليات هو الدعاية لأنفسهم في المقام الاول والاخير وهو ما يفقد هذه الاحداث أهميتها وتميزها وقيمتها في نفس الوقت.
ماذا تفعل العام القادم اذا واجهتك مشكلة ان الافلام المصرية لا ترقي للمنافسة بالمهرجان هل ستضطر للمشاركة بأحدها علي سبيل التمثيل المصري؟
­ اطلاقا لا يمكن ان اقبل بسياسة الامر الواقع فرغم قلة الانتاج السينمائي مقارنة بأيام زمان حيث كان يتجاوز الانتاج 200 فيلما سنويا تقريبا ووصل الآن الي ما يقرب من خمسين فيلم الا أن هناك محاولات جيدة تحتاج لنظرة متأملة والاختيار الدقيق يفصل ما بين الصالح والطالح والسينما الشبابية بها تجارب جيدة رغم الامراض التي تصيبها وتصيب المجتمع بأسره وأهم هذه الامراض هو الانغلاق والشللية وتتمثل الشللية في الوسط الفني في وجود مجموعة من الشباب الذين يرفضون الاستعانة بالخبرات القديمة باستثناء حسن حسني الذي أصبح التيمة الاساسية والعامل المشترك في معظم الافلام تقريبا في حين انه يوجد حاليا في مصر من الجيل القديم أكثر من 20 حسن حسني لا يجدون عملا ويعانون البطالة اما الانغلاق فقديما كان الفنانين لهم مجتمع من الادباء والصحفيين والمفكرين ورجال الاعمال وكان الممثل جزء من هذا النسيج أما الآن فهم منغلقون علي أنفسهم وكل المحيطين بهم هم فنانون أيضا والمشهد الحالي أشبه ما يكون بحارات اليهود قديما حيث كان ممنوع دخولها لغير اليهود!
لذلك فأنا ادعو نجوم الجيل الحالي للانفتاح علي تجارب الآخرين والانغماس في المجتمع بكل عناصره حتي يكون هناك تواصل بين الاجيال وألا يكونوا مثل فرع الشجرة التي قطعت جذورها ويريدون البقاء والنمو دون جذور.
DEER- نائب رئيس التحرير
-
عدد الرسائل : 155
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 16/02/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى