أشرف زكي : المنتج الذي لا تعجبه قراراتي.. يذهب بأعماله خارج مصر

كمال سلطان الأحد 20 أبريل 2008, 3:27 pm

المصرى اليوم
حوار محسن حسنى ١٧/٤/٢٠٠٨

فتح نقيب الممثلين أشرف زكي أبواب جهنم بقراراته التي أصدرها في ٥ أبريل الجاري، القرارات تقضي أولاً بعدم مشاركة أي فنان أو فنانة عربية في أكثر من عمل واحد في العام، وتقضي ثانيا بعدم مشاركة أكثر من فنانين اثنين في العمل الواحد، وتقضي ثالثا بوقف التصاريح الجديدة لمدة عام سواء للفنانين العرب أو المصريين.

منذ أن صدرت هذه القرارات والوسط الفني مشتعل بين مؤيد ومعارض، وبلغ الأمر حد اتهام أشرف زكي بأنه «مسنود» وما كان له أن يساند ويعاند ويتحدي معارضيه، إلا لأن وراءه «قوة» تضمن له فرض قراراته، وذهبت كل الترشيحات إلي وزير الإعلام أنس الفقي، ليس فقط لزمالتهما القديمة كما أعلن زكي أكثر من، مرة، بل لاعتبارات تتعلق برغبة الوزير في تحجيم «الوجود العربي» في الدراما المصرية.

هنا يتحدث أشرف زكي كاشفا عن دوافعه وما يثار حول أسباب ونتائج هذه القرارات، كما يتحدث عدد من المعارضين للقرارات، خاصة ممن ينتمون إلي الجمعية العمومية للنقابة.

* اصرارك علي تنفيذ القرارات جعل البعض يلمح إلي دعم وزير الإعلام أنس الفقي لموقفك استناداً إلي صداقتكما القديمة!

- وزير الإعلام تجمعني به صداقة قوية بحكم دراستنا معاً ثم عملنا في حقل ثقافي واحد ثم بحكم منصبه كوزير للإعلام وأنا نقيب للممثلين، لكن ليس لكل هذا علاقة بالقرارات التي اتخذناها مؤخراً بإجماع مجلس النقابة وجمعيتها العمومية، وأقسم بالله أنني لم أر وزير الإعلام ولم يحدث بيننا اتصال منذ حوالي ثمانية أشهر، وأرفض الزج باسم أي مسؤول فيما يخص عملنا النقابي، فالقرارات نابعة من قلب مجلس النقابة لحماية أعضائها الذين انتخبوا هذا المجلس، والنقابة كيان شعبي لا يستمد قراراته من أي مسؤول تنفيذي مع احترامنا للجميع.

* إذا كنت لا تحظي بتأييد ودعم الوزير.. فما مصدر قوتك؟

- مصدر قوتي هو الله ثم مصلحة أعضاء نقابة الممثلين الذين انتخبوني وأعطوني أصواتهم كأمانة في عنقي، وأنا لا أستطيع خيانة الأمانة، وكان لابد من اتخاذ موقف أمام المهازل التي شهدها الوسط الفني في الفترة الأخيرة ووصلت إلي حد لا يمكن السكوت عليه، بعدما ظهر عدد من المنتجين الذين تحركهم أهواؤهم ويسندون بطولات أعمالهم لفتيات لسن فوق مستوي الشبهات بما يترتب علي ذلك من تراجع للفن وضياع فرص عمل مستحقة لأعضاء النقابة الحقيقيين.

* لكن القرارات سيترتب عليها العديد من المشاكل أهمها تهديد المنتجين بسحب أعمالهم خارج مصر؟

- مصلحة أعضاء النقابة فوق أي اعتبار، وأرفض لغة التهديد والمنتج الذي لا تعجبه قراراتنا المستندة بالأساس إلي القانون ولائحة النقابة فليتفضل بسحب إنتاجه إلي خارج مصر، وليجلب من يشاء من فتيات سواء فنانات أو غير فنانات.

* بالنسبة لقرار إيقاف التصاريح الجديدة. كيف ستتعامل مع مسلسل «شباب تحت السيطرة»، الذي يقدم بطولته عدد من الوجوه الجديدة؟

- ليس لي دخل، ولن أجهد نفسي في البحث عن حلول، لقد أصدرنا القرارات حفاظاً علي الصالح العام، ولن نشغل بالنا بتفاصيل خاصة لا تهم سوي أصحابها، إذا كان هؤلاء لديهم تصاريح قديمة أو كانوا أعضاء فأهلاً بهم، وإذا لم يكونوا كذلك سأوقفهم بقوة القانون أو ليذهبوا بمسلسلهم خارج مصر.

* لكن هناك شخصيات نمطية قد يستلزم أن يقوم بها ممثل غير نقابي، فهل ستعطيه تصريحاً جديداً؟

- تضمنت المادة السابعة من لائحة النقابة هذا الاستثناء، فإذا كان هناك ممثل غير نقابي ويشبه طبق الأصل صلاح جاهين مثلاً، ويريد أن يؤدي دوره في أحد الأعمال، فليتقدم للنقابة بطلب ومعه منتج العمل ولن نعترض، وهذا ليس تراجعاً عن قرار إيقاف التصاريح الجديدة وإنما إعمالاً للمادة السابعة من لائحة النقابة كما قلت.

* وبالنسبة لقرار عدم إشراك أكثر من ممثلين عربيين في العمل الواحد.. كيف ستتعامل مع مسلسل «اسمهان» الذي يشارك فيه حوالي ١٥٦ فناناً سورياً؟

- هذا القرار مرتبط في تطبيقه بالأعمال العادية أما مسلسل «اسمهان» فيعتبر استثناء لأن أعمال السير الذاتية والأعمال التاريخية تعتبر استثناء لأنه لا يعقل أن يقوم بهذه الأدوار ممثلون مصريون، وبالتالي لا نمانع في مشاركة أي عدد من الفنانين العرب في تلك الأعمال طالما أن الضرورة تقتضي ذلك، وعلي الجهات المنتجة أن تتقدم بطلب للنقابة توضح فيه ضرورة الاستعانة بأكثر من ممثلين لاعتبارات فنية ودرامية، وبالتالي فمسلسل «اسمهان» لن يواجه أي مشكلة.

* لكن القرار حين صدر لم يستثن نوعية محددة؟

- القرارات لا تستثني وإنما تكون عامة ثم بعد تطبيقها تظهر الاستثناءات، وهي أشياء بديهية ومنطقية، وتبتعد تماماً عن شبهة التراجع.

* هناك من ردد بأن القرارات جاءت تلبية لمطالب تيار ضاغط من داخل النقابة، فما تعليقك؟

- القرارات اتخذناها نتيجة شكاوي عدد كبير من أعضاء النقابة آخرهم خريجو معهد الفنون المسرحية، وقد جلست معهم واستمعت إلي مطالبهم فوجدتها عادلة ووعدتهم بتحقيقها حفاظاً علي حقوقهم كأعضاء في النقابة.

* هل هذه كانت القشة التي قصمت ظهر البعير؟

- القشة كانت ظهور عدد من الأفلام الرديئة والتي أحتفظ لنفسي بأسمائها، هذه الأفلام تضمنت عدداً من الأسماء الجديدة التي لا تمت للفن بأي صلة.

* البعض يري أن هذه القرارات تغلق الباب أمام الوجوه الجديدة؟

- من قال هذا؟!.. القرارات تغلق الباب أمام الدخلاء الذين يقتحمون الوسط بهوي بعض المنتجين السيئين، لكن الباب مفتوح أمام خريجي المعاهد الفنية أعضاء النقابة وأمام الموهوبين الذين تتوافر فيهم شروط مزاولة المهنة التي تنظمها قرارات النقابة ولائحة عملها.

لقد وصلت المهزلة إلي حد إعلان إحدي شركات الشيبسي عن كوبون، من يجده يفز بتمثيل دور في عمل فني جديد!.. وهو مهزلة بكل المقاييس كان لابد من التصدي لها، قبل ذلك كان المنتج حسين القلا، مثلاً يكتشف المواهب الجديدة ويدربها بعناية قبل تقديمها علي الشاشة، كما أنه كان يختار من يستحق، أما الآن فالأمور تغيرت وكان لابد من اتخاذ موقف.

* البعض تحفظ علي القرارات لأنها انفعالية واتخذت في لحظة غضب بسبب الأعمال التي أشرت إليها؟

- أنا لا استحيي من العدول عن موقف أو التراجع في قرار ثبت بالفعل أنه خطأ، وإذا ثبت أنني مخطئ أعلن هذا خلال مؤتمر صحفي واتخذ قراراً ينفي القرار الخاطئ، لكن هذا لم يحدث إلي الآن، والقرارات التي اتخذناها تحمي المهنة وحقوق الأعضاء.

* القرارات تضمنت مطالبة قطاعي التليفزيون والإذاعة بتغيير لائحة الأجور، فهل تعتقد أن مسؤولي تلك القطاعات سيستجيبون؟

- لابد أن يستجيبوا والمسألة لن تنتهي في يوم وليلة وإنما سيحتاج هذا إلي وقت كبير، وهذا القرار بالتحديد هو خير دليل علي أن القرارات كلها لم يحركها وزير الإعلام، لأن هذا القرار لا يكون علي هوي مسؤولي ماسبيرو.

* كان للقرارات رد فعل سلبي في لبنان بعد استنكار نقابتهم لها فلماذا لم تنسق مع نقباء الممثلين العرب؟

- في لبنان نقيبان لا يعترف كل منهما بالآخر هما أنطوان كرباج، وإحسان صادق.. فمع من أتعامل؟.. أما في سوريا فهناك اتصالات مستمرة بيني وبين نقيب ممثليهم صلاح عبيد وقد اتصل بي مؤخراً ورحب بالقرارات لأنها تحمي المهنة من الدخلاء ولا علاقة لها بدعاوي الفصل بين الفنانين المصريين والسوريين الذين تجمعهم علاقات علي أعلي مستوي.