ورقة شفرة.. تجربة سينمائية بروح جديدة
صفحة 1 من اصل 1
ورقة شفرة.. تجربة سينمائية بروح جديدة
ورقة شفرة تجربة سينمائية شبابية حققت رد فعل إيجابيا علي المستوي الجماهيري والنقدي, خصوصا أنه يحمل تجربة شديدة الاختلاف لمجموعة من الشباب الذين أعلنوا تمردهم, من قبل من خلال فيلم سينمائي يحمل اسم رجال لا تعرف المستحيل قاموا بتصويره بكاميرا بسيطة وتم بثه علي الإنترنت.
وكان الفيلم يحمل روحا سخرية عالية من أشياء اعتدنا التسليم بها, وهي التجربة التي حمست المنتج والمؤلف محمد حفظي لتبني هذه المجموعة, وغامر معهم ليقدم تجربتهم السينمائية الروائية الأولي, وبالفعل نجحت مغامرته مع هؤلاء الشباب في ورقة شفرة.
الأهرام العربي تحتفي بنجاح هذه التجربة مع أبطالها وهم: شيكو, وهشام ماجد, وفرح يوسف, وأحمد الفيشاوي.
في البداية قال المنتج محمد حفظي إن ورقة شفرة يتمتع بشروط الفيلم الشبابي من حيث الفكرة الجديدة التي لم تقدم من قبل والتي تحمل بداخلها إسقاطات علي الواقع الحالي وما يدور في عقول الشباب الآن والذي ينظر له المجتمع علي أنه أجوف من الداخل لكن هذه التجربة أثبتت العكس تماما, حيث إن جيل الشباب يتمتع بالثقافة الكافية ومتابعة الأحداث التي تتم من حوله ويتفاعل معها بل ولديه قناعات خاصة به يستطيع من خلالها أن يكون رؤية صحيحة في النظر إلي الأشياء التي يقابلها في مرحلة حياتة المبكرة, بالإضافة إلي أن أبطال الفيلم يتمتعون بموهبة حقيقية في الكتابة والتمثيل إلا أنهم فقط كانوا ينتظرون الفرصة في عرض موهبتهم علي الجمهور وعندما وجدت كل هذه العوامل مجتمعة لم أتردد في إنتاج الفيلم وأعتقد أن هذه هي رسالة الفن الحقيقي أن نمد يد العون لمن يستحقها ويستطيع أن يخدم الحركة الفنية مستقبلا وقد بدأت علاقتي بهؤلاء الشباب منذ أكثر من عامين عندما شاهدت فيلم رجال لا تعرف المستحيل علي الإنترنت والذي قاموا بتصويره بكاميرا عادية جدا هاند كام وما أثار فضولي هو هذا الإصرار الذي يعملون به, فبرغم قلة الإمكانات إلا أن اليأس لم يتسرب إلي قلوبهم بل واجهوا كل المعوقات التي صادفوها واستطاعوا أن يلفتوا أنظار الناس بفيلم تكلفته لا تزيد علي صفر لكن يعطي المثل والقدوة لغيرهم في عدم الاستسلام للواقع وأتمني أن ينظر الجمهور لهذه التجربة علي أنها تجربة شبابية تحتاج لمن يصفق لها حتي تستطيع أن تهرول وتسبق الآخرين.
أما الفنان أحمد الفيشاوي الذي لعب دور ضيف شرف في الفيلم فقال: أعتقد أن التجربة جيدة بكل المقاييس لأن الفيلم يناقش قضايا تمس المجتمع الذي نعيش فيه وهذه أول خطوة في طريق النجاح, وقدمت بشكل لائق يتناسب مع الفئة العمرية التي يخاطبها الفيلم لذلك خرج الجميع من صالة العرض وهم سعداء بالفيلم, وعن نفسي أقول إن أسعد لحظة صادفتها عندما قبلت أن ألعب دور ضيف شرف كي آخذ بيد مجموعة من الشباب الموهوبين فقد مررت بنفس التجربة من قبل, لذلك لم اتردد في قبول الدور والذي ترك انطباعا عند الناس حتي إننا نفكر في تقديم فيلم كامل عن شخصية' إكرامي' التي حققت نجاحا كبيرا أسوة بما فعلته شخصية اللمبي, لكن أعود وأقول إن التجربة في حد ذاتها تعتبر ناجحة وعلامة مضيئة علي طريق الفن بالنسبة للشباب الجدد.
أما نجم الفيلم والسيناريست أحمد فهمي فأشار إلي أنه منذ أكثر من عامين وهو يعمل علي كتابة بعض التعبيرات البسيطة التي تتداول في الشارع المصري بين الشباب وأهم القضايا التي تشغل بالهم, فوجدت أن معظم الشباب برغم حالة اللامبالاة التي يعيشون فيها إلا أنهم يتابعون كل الأحداث السياسية والاجتماعية التي تحدث حولهم لأنهم بالتأكيد جزء من المجتمع وليسوا أغرابا عنه وفي إحدي نشرات الأخبار وجدت الحديث عن مطالبة اليهود بهدم المسجد الأقصي والتنقيب عن هيكل سليمان تحته فقلت لنفسي هذا موضوع جيد لماذا لا نكتبه في فيلم؟ وعرضت الفكرة علي صديقي هشام ماجد الذي رحب وبدأنا في الكتابة, ومن حسن حظنا أن المنتج محمد حفظي كان متحمس, للتجربة بشكل كبير فذلل جميع العقبات التي اعترضت طريقنا وحاولنا أن تخرج التجربة في غلاف من الكوميديا البسيطة الخفيفة حتي يتقبلها الشباب, خصوصا أصحاب الفئة العمرية الصغيرة الذين لا يتسطيعون الجلوس أمام التراجيديا لمدة طويلة بدون أن يشعروا بالملل, أما بالنسبة لدور' فايز' الذي قدمته في الفيلم فهو لشاب مات جده عالم الآثار مقتولا وترك له شفرة تبحث عن حل ويحاول أن يصل إلي نهاية اللغز الذي يجعله يتعرف علي أسرار ما كانت تخطر له علي بال فالشخصية تحمل بداخلها تناقضات كثيرة, حيث يعيش حياة اللهو والضحك وفي نفس الوقت بداخله مباديء وعزيمة علي الوصول لهدفه مهما كانت التضحيات لأنه يشعر بأن الهدف النبيل ثمنه غال جدا لكنه يستحق, وأضاف لا أخفي حالة القلق التي صاحبتني أثناء التصوير لأنها المرة الأولي التي أقف فيها أمام كاميرا سينمائية لكن المخرج أمير رمسيس كان له الفضل في إزالة الرهبة من داخلي.
ويلتقط أطراف الحديث هشام ماجد الذي شارك في كتابة السيناريو وقام بدور إسماعيل في الفيلم الشاب الذي لديه عقدة الارتباط بالستات الكبار في السن حتي إنه يقيم علاقة مع جدة صديقه, فقال عن التجربة عندما عرض' فهمي' الفكرة جاءني شعور بأن الجمهور سوف يندمج معها برغم أنني لم أكتب شيئا بعدر لكن سيطرت علي أحاسيسي حالة من التفاؤل فدخلت إلي الكتابة وأنا سعيد ووضعت أمام عيني هدفا محددا هو أن تصل الفكرة إلي المشاهد بالأسلوب الذي يفهمه, خصوصا أن الفئة العمرية التي يخاطبها الفيلم تقل عن العشرين عاما وهؤلاء لهم طبيعتهم الخاصة بهم وأسلوبهم في الحياة, وأتمني أن أكون قد وفقت برغم أنني قبل بداية العرض كنت قلقا إلا أنه في نهاية العرض وجدت الجميع يهنئني أنا وزملائي وهذا يؤكد علي أن الرسالة قد وصلت بشكل صحيح إلي الجمهور الذي تفاعل مع التجربة, خصوصا أننا في بداية الطريق.
أما النجم الصاعد' شيكو' والذي لعب دور' بدير' الشاب الذي عاش مع أمه طوال الوقت لأن والده يعمل في الخارج وفي نفس الوقت لدية حلم بأن يكون زعيما مما يجعله يرشح نفسه في انتخابات اتحاد الطلبة وبعد ذلك يتحدث في خطاب يعد محاكاة لخطاب التنحي للزعيم جمال عبد الناصر, فقال: هذه التجربة سوف تظل عالقة في ذهني حتي نهاية حياتي لأنها مليئة بكل التناقضات, فمن الخوف الكبير قبل مواجهة الجمهور إلي السعادة المفرطة بعد أن ردد الحاضرون في السينما أسماء الأبطال داخل الفيلم شتان بين هذا وذاك أستطيع أن أقول الآن إن للنجاح طعما مختلفا, خصوصا عندما يكون رد الفعل مباشرا ودون مجاملة وأتمني أن تتكرر مرة أخري بشكل جديد ومختلف حتي نقضي علي الذين يدعون الثقافة وفي الحقيقة ليس لديهم أي معرفة حقيقية سواء بالواقع الحالي أم حتي بالتاريخ الذي يحاولون تحريفه.
أما النجمة فرح يوسف التي تخوض تجربتها الثالثة بعد فيلمي' الماجيك ـ بلد البنات' فأكدت لا أستطيع أن أصف سعادتي بهذا العمل الذي توافرت فيه كل عوامل النجاح من سيناريو جيد إلي منتج واع ثم مخرج جيد يستطيع أن يوجه الممثل إلي الطريق الصحيح بسهولة, بالإضافة إلي مجموعة من الفنانين الصاعدين الذين يحبون بعضهم البعض حتي إن كواليس العمل كانت كلها مرح وقد انعكس ذلك علي الشاشة بدليل أن المشاهد اقتنع بأن الشخصيات أدت ما عليها لأنه صدقها وهذا في حد ذاته شهادة نجاح للفيلم الذي بذلنا فيه مجهودا كبيرا, فقد حاولنا أن نجتهد ويخرج كل منا أفضل مالديه حتي تنجح التجربة والحمد لله أعتقد أن النتيجة جيدة, وعن دورها داخل الفيلم قالت: جسدت شخصية فتاه تعمل مرشدة سياحية تتقابل مع' إسماعيل' بالمصادفة لكنها تشعر تجاهه بعاطفة جياشة إلا أنه يأخذها معه في رحلة سياحية فيواجهان صعوبات كثيرة.
أما المخرج أمير رمسيس الذي يخوض ثالث تجاربه الفنية بعد' آخر الدنيا ـ كشف حساب' فأشار إلي أن التجربة هنا تختلف كثيرا عن الفيلمين السابقين, حيث إنني اكتسبت خبرة ساعدتني علي تكوين رؤية صحيحة استطعت من خلالها عمل مزيج بين المرج والجدية داخل السياق الدرامي لأن الفيلم يعتمد علي الكوميديا الشبابية التي تحمل طابعا ارتجاليا لا تخلو من السخرية علي أمور كثيرة حولنا وفي نفس الوقت هناك ثلاثة محاور أساسية تتمثل في ثلاثة أصدقاء كل منهم تسير حياته عكس ما يتمناه تجمع بينهم قضية معينة يتعرضون إليها ويطاردهم أشخاص من جهات معادية, لكن قوة الترابط بينهم تقف في وجه الأعداء وهنا تظهر ملامح الشخصية المصرية الحقيقية التي تستطيع فعل المستحيل عندما تشعر بالخطر أمامها, وأضاف رغم أن جميع أبطال الفيلم من الشباب الجدد إلا أنهم كانوا محترفين, خصوصا في الالتزام داخل أماكن التصوير وهذا ما جعل جو الموقع يبدو في شكل أسري, وأتمني أن تكون رسالة الفيلم قد وصلت إلي المشاهد بما تحمله من أبعاد اجتماعية أو ثقافية أو فنية.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى