روميو وجولييت بقلم آمال بكير
صفحة 1 من اصل 1
روميو وجولييت بقلم آمال بكير
إحدي روائع اشهر كتاب المسرح شكسبير وربما تكون هي اروعها بالفعل إنها مسرحية روميو وجولييت التي شاهدناها في اكثر من فيلم سينمائي وبالطبع اكثر من مسرحية لكن ليس في مصر فلا أتذكر انني شاهدتها في مصر وربما تكون هذه اول مرة عندما شاهدت لك هذا الاسبوع مسرحية روميو وجولييت للمسرح القومي.. اكبر واهم مسارح قطاع البيت الفني للمسرح.
شاهدت لك هذا العمل علي مسرح ميامي وهو المسرح الجديد نسبيا في قطاع البيت الفني للمسرح والذي افتتح مؤخرا بعد ان ظل تحت التجديد والترميم لأكثر من5 سنوات وربما اكثر.
ويتصادف ان ميلاد هذا المسرح كمكان للمتفرجين عندما عرضت عليه احدي روائع شكسبير ايضا الملك لير التي اخرجها احمد عبد الحليم وقام بالبطولة الفنان العظيم يحيي الفخراني.
علي خشبة هذا المسرح يقدم المسرح القومي حاليا مسرحية شكسبير ايضا روميو وجولييت التي اخرجها د. سناء شافع الاستاذ بمعهد الفنون المسرحية والذي اراد ان يكون العمل نفسه هو البطل فكان التمثيل لطلبة وطالبات معهد الفنون المسرحية بأكاديمية الفنون وبالطبع كلهم من الشباب بل ان من قامت بدور جولييت طالبة بالسنة الأولي, اعتقد ان المخرج كان ينوي اسناد الأدوار الأولي لكبار النجوم لكن بالطبع عمل هؤلاء النجوم في المسرح اصبح مشكلة, نظرا لارتباطهم شبه الدائم بالتليفزيون.
المهم ان لدينا الآن المسرح الكلاسيكي ولدينا ايضا مجموعة كبيرة من الشباب يقدمون لنا هذا العرض. فماذا عن المسرحية؟
باستمرار نبدأ بالنص عمود اي عمل فني, والنص هنا كما في نصوص شكسبير الاخري صالح لكل زمان ومكان وصالح للإنسان هنا وهناك ولذلك فكل نصوصه عاشت وتعيش واعتقد انها ايضا ستعيش في المستقبل طالما الانسان هو الانسان في كل زمان ومكان ويمكن لهذا النص ان تفسره اكثر من تفسير وللغرابة كل من هذه التفسيرات تجده دائما ما يواكب ما هو علي الساحة سواء العالمية او المحلية.
الخصومة والاشتباك بين عائلتين ويتصادف ان يجمع الحب والرومانسية الفلسفية العميقة بين الفتاة من هذه العائلة والفتي من العائلة المعادية ودائما ما يزداد العداء والغريب ان رجل الدين هو الذي يحس بهذا الحب العظيم ليساعد ابطاله علي لم الشمل ولكن يفشل نتيجة تأخر وصول روميو من منفاه الي فيرونا حيث حبيبته جوليت التي كان القس قد قدم لها شرابا خاصا يظهرها بمظهر الميتة حتي لا تتزوج بالشاب الذي فرضه عليها والداها, يصل روميو للمقبرة ليتبارز مع خطيبها الذي كان يزورها فيقتله ويقتل نفسه ليظل بجوار حبيبته جولييت التي تفيق من غيبوبتها الصناعية مع الاثنين وقد فارقا الحياة فتطعن نفسها لتموت بجوار روميو وهنا يصل اهالي الحبيبين المتخاصمين ليجدا ان الاقتتال والخصام والعداوة شيئا قدم الألم لكليهما فيتصافحا فوق الجثتين بما يمكن ان نفسره حاليا بأكثر من تفسير سياسي واجتماعي الي جانب أنه انساني.
قدم المخرج جهدا كبيرا لنقل هذا العمل الذي ربما كان حلمه منذ سنين لنقله إلي خشبة المسرح مجسدا امامنا تحفة روميو وجوليت من خلال طلبة وطالبات اكاديمية الفنون الذين ابدع معظمهم في ادوارهم ولو أن الحوار لم يصل الي المتفرج كاملا اما لسرعة الأداء أو بسبب اجهزة الصوت.. لكن من خلال هذه المجموعة الكبيرة كان هناك اكثر من نجم مستقبلي شكلا وموضوعا واداء.
الديكور كان جديدا إلي حد ما لمصطفي سلطان يقدم اكثر من خلفية مشهد كالقصر وبلكونته الشهيرة وغرفة النوم والقبر وهو الوحيد الذي كان غير مفرغ.
قاعة الاحتفالات التي بدأت بها المسرحية لنجد استعراضات بديعة ثم مبارزات بالسيوف رائعة ومتقنة للغاية وهو ما يقلقني شخصيا من وجود هذه المبارزات لمن لم يتدرب عليها.. هنا مبارزات السيوف كانت اكثر من جيدة.
ايضا الرقصات والاستعراضات كانت كالعهد بمصممها عاطف عوض جيدة وبها بعض من التجديد خاصة مشاهد الحب والشاعرية بين روميو وجوليت.
ايضا الملابس خاصة الرجال كانت اكثر من جيدة ومعها الاكسسورات المناسبة لمهدي السجيني.
موسيقي طارق مهران كانت متوافقة مع الاستعراضات الاولي وايضا مع اللحظات الرومانسية ثم اللحظات الحزينة.
لكن يصعب ان تقدم العرض علي انه عرض استعراضي موسيقي فهو عرض وان دخل فيه الاستعراض والموسيقي لكنه في النهاية هو شكسبير ربما كما كتب وايضا كما ترجم عنه ولو اني كنت أفضل تغير بعض الالفاظ التي لا تتواءم مع عربيتنا الفصحي حاليا مثل كلمة لعمري وكلمة ويحي كان من السهل استبدالها بكلمات فصحي ايضا لكن اكثر استخداما في عصرنا هذا.
بقي ان أقول إن المخرج سناء شافع الذي اعتبره بهذا العرض كمن خاض حربا ضروسا ليقدم هذا العمل الكبير.. والمهم ان يحاول ان يضغطه الي حد ما حتي يصل الي الوقت المعقول بالنسبة للمتفرج وهي مهمة صعبة في ظل عشقه لشكسبير ومسرحيته الشهيرة.
وبالطبع يصعب علي ذكر اسماء المشاركين لكثرتهم اولا ولأنهم تقريبا كانوا في الاطار المنضبط لمثل هذه العروض التي تحتاج الي بروفات مكثفة وحفظ قد لا يقدر عليه حاليا إلا من كان في عمرهم.
بصفة عامة هو اكبر عرض مسرحي يقدم خلال الصيف الحالي وعنه نقدم التحية لأشرف ذكي رئيس البيت الفني للمسرح وشريف عبد اللطيف مدير المسرح القومي.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى