ندوة فيلم " حين ميسرة "
صفحة 1 من اصل 1
ندوة فيلم " حين ميسرة "
أسرة «حين ميسرة» في ندوة «المصري اليوم»
أعدت الندوة للنشر ريهام جودة
يعتبر «خالد يوسف» حالة فريدة بين المخرجين الشباب، فقد بدأ عمله في السينما مع المخرج الكبير «يوسف شاهين» وقد شارك في التمثيل وكتابة السيناريو والمساعدة في الإخراج إلي أن وضع المخرج الكبير اسمه مع اسم خالد في إخراج فيلم «هي فوضي».
وقد شق خالد طريقاً لنفسه في الوسط السينمائي، وأخرج أفلاماً جماهيرية لا تخلو من شكل إخراجي جاد ومنها «خيانة مشروعة» و«ويجا».
وأخيراً يقدم خالد فيلماً أثار ضجة كبيرة، وحرك «بركة» السينما الراكدة والمستسلمة لهدوء أفلام التسالي، فجاء فيلم «حين ميسرة» صدمة حقيقية لعقول السينمائيين، وعيون المتفرجين الذين رغم قسوة وكآبة الموضوع ـ خرجوا يقولون: «الفيلم ده حقيقي وواقعي».
وفي ندوة «المصري اليوم» والتي استضافت فريق عمل الفيلم، أدل١ي خالد بشهادته عن الفيلم والواقع الحالي، وأكد أنه قدم فيلماً «يحلل ويشرح الثلاثين عاماً الأخيرة في عمر مصر» والتي تحولت الحياة خلالها إلي «عشوائية صافية».
المخرج.. خالد يوسف: الفيلم فين.. والواقع فين!
حرص خالد يوسف علي الإدلاء بشهادته لـ«المصري اليوم» حول الواقع وما دفعه لتقديم فيلم عن العشوائيات وقال: بدأت صعوبات «حين ميسرة» مع الرقابة، وعندما جلست مع المسؤولين فيها تحدثوا معي في الرقابة عن بعض مشاهد التعذيب والعلاقة الحميمية بين طفلي الشوارع وجملتي «أبوس رجلك» و«سلملي علي الحكومة» وهما اللتان تم حذفهما بعدما تمسكت بهما كثيرا لكنهم أصروا علي حذفهما بينما لم أحذف أي مشاهد وحتي مشهد السحاق لأننا تناقشنا كثيرا وقلت لهم أن السقف قد تجاوز كل ذلك منذ فيلمي «عمارة يعقوبيان» و«هي فوضي» واستشهدت بما أجازته الرقابة بالفعل في الفيلمين ولعل علي أبو شادي يستحق بالفعل الثناء لأنه في موقف كهذا والدنيا «سخنة» جدا كان من الممكن أن يتراجع ويخشي التداعيات لكنه حافظ علي العمل وصرح بعرضه.
المنتج «كامل أبو علي» هو صاحب المغامرة وقد راهن علي أمرين الموضوع الشديد الخصوصية والغرابة عن العشوائيات والقهر والفقر والأبطال الذين ليس من بينهم نجم شباك، وقد كنت أستعد للفيلم وأنا مدرك أنني أقدم عملا مختلفا والسينما التي أحبها خاصة أنني عملت كثيرا كي أكون داخل السوق وفي بطنه وعشته كله وليس علي هامشه أو أصنف إني ضمن اللي بيعملوا أفلام مهرجانات،
وقد كان من الطبيعي لو حكيت لأي منتج عن موضوع الفيلم أن يتراجع إلي الوراء ثلاث خطوات لا خطوة واحدة خاصة وأنا أقول له أنه أيضا علي «البيعة» وجه ليس نجم شباك وكان من الممكن كمنتج أن يقول لي اسند بطولة الفيلم إلي هاني سلامة أو كريم عبد العزيز لكنني قلت لكامل أبو علي أنا كسبتك في «ويجا» و«خيانة مشروعة» وسأقدم فيلما عن العشوائيات وممكن ما يجبش فلوس وأنا اللي بأقولك وكمان الفيلم حيتكلف أكثر من «خيانة مشروعة» وده أول فيلم ماكنش متأكد من إيراداته أو نجاحه، لكن كامل رأي الأمر من ناحية أخري من ناحية الغلابة الذين لديهم حقوق وقال لي «لم أكن أعرف أن هناك ناس في مصر عايشين كده».
وأضاف خالد: كان اختياري لعمرو سعد لبطولة الفيلم إيمانا مني بموهبته وغيره من جيله وقد كان عمرو اختياري منذ البداية وقد قدمته في «خيانة مشروعة» ولاقي تجاوبا مع الناس شجعني علي طرح اسمه لدي كامل ويستحق اننا نقدمه كبطل، ولذلك وضعت علي عاتقي والمنتج مسؤولية إفراغ طاقات جديدة كي يكون هناك تنوع وإثراء عام لصناعة السينما، وقد كانت النتيجة مدهشة وهذا ليس ادعاء للحكمة بأثر رجعي لكنني بعد تجاربي أقول إن عصب نجاح هذا الفيلم أن الناس في العشوائيات قدمت من قبل في أعمال سابقة عبر خط فرعي في الدراما ومن قبل سينمائيون تفرجوا علي هؤلاء الناس ولم يعيشوا معهم مثل ناصر عبد الرحمن فما يميز الفيلم أن ناصر ابن هؤلاء ويعيش معهم ولم يكن متفرجا عليهم، و«حافظهم» كويس،
وأنا مهتم بالعشوائيات منذ الثمانينات حين كنت طالبا في الجامعة أقدم عشرات البحوث الميدانية في قلب العشوائيات وعن ناسها وقد ارتبطت بهذه القضية وحسيت بها وكنت أري أن العشوائيات بدأ ظهورها في مصر بعد رحيل عبد الناصر ثم عهد السادات فما حدث أن عبد الناصر صنع حزامًا من البروليتاريا حول القاهرة يتكون من مصانع وعمال ليحمي مميزات الثورة من ثورة مضادة وحين ارتدت التجربة الناصرية وارتد عليها نظام السادات تحول هذا الحزام من حزام «حماية» إلي حزام «نسف»،
وتشكلت علي حدود تلك البؤر العمالية عشوائيات ولذلك كنت رافضا منذ البداية هذه المسألة وتداعياتها في تاريخ مصر خاصة بعد حرب ١٩٧٣ حيث زادت العشوائيات وهو ما عبرت عنه في أغنية الفيلم فآلاف الشهداء وملايين ممن حاربوا في تلك الحرب ودافعوا عن عرضها وأرضها رجعوا من الحرب التي كان نتاجها أن قفز سعر برميل البترول من ٤ دولارات إلي ٤٤ دولارا بينما تضخمت الثروة في الخليج وفتات هذه الثروة يُوزع علي أثرياء الوطن والسلطة الحاكمة بينما من دفعوا ضريبة الدم ودافعوا عن الأرض لم يستفيدوا من الحرب بمليم بل ازدادوا فقرا وهذا زاد من العشوائيات
وهذا ما قدمته في الفيلم من ربط تاريخي بين العشوائيات والحالة التي ركزتها في العراق ممثلة في غزو العراق للكويت وتحول عملية تحرير الكويت لعملية تدمير لمقدرات الشعب العربي في العراق ورجوع ٥ ملايين مواطن مصري من هناك خالي الوفاض مما زاد من العشوائيات وتجلت ذروة العشوائيات، منذرة بخطر دائم في تصوري وهو سقوط بغداد، بعودة ٢ مليون مصري آخرين قليل منهم أغنياء حرب، ليشكل السبعة ملايين زيادة وضغطا علي العشوائيات التي أعتقد أنها تقريبا تلم بتاريخ الوطن وتعبر عنه بتشكيلها من بؤر موبوءة، وحين طلب مني ناصر تقديم فيلم آخر معه بعد «هي فوضي» أجبته بأنني لن أقدم عملا إلا عن العشوائيات
وبالتالي تقديمي لــ «حين ميسرة» ليس تقديما لفيلم عن العشوائيات فقط، بقدر ماهو تصور لمعادل موضوعي لتاريخنا خلال الثلاثين عاما الماضية، فكل المناخ من حولنا أصابته العشوائية ونمط الحياة نفسه، حتي النجاح والفشل والتفكير أصبحت عشوائية والناس هم الآخرون يسيرون بشكل عشوائي في الشارع، ولذلك كان إدراكي لهذه الأهمية حين طلبت من ناصر تقديم فيلم عن العشوائيات وهو ابن «روض الفرج» الملاصق لهذه البيئة، وواحد منهم ويعيش وسطهم والفضل في نجاح الفيلم يرجع إلي صدق التعبير عنه، وناصر هو بطل الفيلم الحقيقي، حتي الناس البعيدة عن العشوائيات الذين شاهدوا الفيلم وتأثروا به ولم يعلموا شيئا عن العشوائيات من قبل خرجوا وهم يحمدون الله.
الفيلم رسالته أن ذلك خطر داهم سيفجر الناس كلها فمن يعيشون في العشوائيات لهم حقوق في الحياة، وأن يتنفسوا هواء نظيفا ويشربون مياها صالحة علي الأقل، وهؤلاء لو خرجوا وهم لا يملكون ما يخافون عليه «مش هيخلوا طوبة علي طوبة» في البلد لأنهم أيضا مشدودون من الجانبين بين «قهر السلطة» و«تطرف أعمي»، وبالتالي حين يقابلون مواطنا وليس رجل السلطة سيضربونه فهم ليسوا خطرا علي السلطة بقدر ما هم خطيرون علي الوطن كله، ولذلك أقولها بصدق وإخلاص حقيقي: البلد «هتولع» لو لم تتدارك مشكلة العشوائيات التي تخص ١٥ مليون مواطن يعيشون فيها، وفي حقيقة الأمر هم أكثر من ذلك وربما ٢٥ مليون مواطن لأن العدد يكون أقل في الإحصائيات الرسمية.
مشهد إزالة الحي العشوائي بالبلدوزرات الحكومية، كنت أقصد أن هذا حل الحكومة لمشكلة العشوائيات وليس الحل الذي نطرحه لأنني لا أقدم حلولا في الفيلم والدليل هو مشهد تشبث هالة فاخر وأطفالها بأرضهم ورفضهم المغادرة من الحي رغم البلدوزرات التي تهدد بهد الحي علي رؤوسهم، وبعيدا عن الفيلم فإن حل هذه المشكلة يكون بتوفير سبل العيش والسكن بالنسبة لهم وهذه المسألة منظومة كاملة لابد من حلها عبر أمرين هما: العدالة الاجتماعية أن يكون لكل فرد نصيب عادل من «الثروة» و«الديمقراطية الحقيقية» أي الوصول بالمجتمع إلي تداول السلطة عبر انتخابات يختار حزبًا من خلالها ويكسب ثقة الجماهير.
في نهاية الفيلم اعتذرت للمشاهدين عن عدم قدرتي علي تقديم العشوائيات بشكل كاف لأن الواقع أشد قسوة من أن يقدم علي الشاشة وقد حزمت الفيلم في بدايته ونهايته بأخبار رسمية من الصحف الحكومية عن أرقام وتعدادات عن العشوائيات ولم أستعن بأي من الصحف المستقلة أو الحزبية كي لا أتهم بالمبالغة من جانب المتشدقين بسمعة مصر والذين يقولون أنني أنشر عرض مصر لكنني أقول لهم فيه مثلا «زنا المحارم» لم أقترب من تناوله ولم أقترب ممن يبيعون أبناءهم من أجل ١٠٠ جنيه، وليس ١٠٠ ألف جنيه، أو الذين يبيعون شرفهم وعرضهم من أجل لقمة العيش وقد كنت متوقعا لحملة المزايدة هذه علي سمعة مصر والتي تمت بالفعل تحت دعوي أنهم الوطنيون لكن الواقع فرض سوادا أكبر بكثير من الموجود في الفيلم ومشهد النهاية يعكس مستقبل مصر فطفل الشارع الذي يسكن وصديقته وابنه سطح القطار ينظر للناس وتحدي الحياة ومعني نظرته «هاوريكوا لو انتوا استمريتوا كده».
البطلة.. سمية الخشاب: كان نفسي أقدم حاجة للناس.. الناس عايزة تشوف نفسها
إن كانت الجرأة هي الشعار الذي تسلح به صناع الفيلم، فإن جرأة «سمية الخشاب» مضاعفة في تقديم دور «ناهد» ـ ابنة العشوائيات التي يتملص منها حبيبها «عادل» لفقره فتتخلص من طفلها وتعمل راقصة بعد اغتصابها ـ خاصة مع تقديمها لمشهدي «الاغتصاب» و«السحاق» مع غادة عبدالرازق، وهما المشهدان اللذان فتحا بوابة الانتقادات عليها واتهام الفيلم بالاعتماد علي المشاهد الساخنة لضمان إقبال الجمهور عليه.
اعتبرت سمية مشهد الاغتصاب هو «الماسترسين» بالنسبة لها وعنه قالت: صورنا مشهد الاغتصاب طوال يوم كامل وكان انفعالي واحساسي فيه طبيعيا لدرجة أنني استنزفت عصبيا ونفسيا خلاله بشكل كبير.
كان السيناريو هو ما حمس سمية لتقديم الفيلم فقالت: «حين قرأت السيناريو «حسيت» الورق جدا، وناصر كتبه بشكل مميز وأيضا الحوار وخاصة بين عادل ووالدته، وهو ما حمسني لقبوله، خاصة أنني أقل ممثلة تعمل، لأنه لا يوجد ورق جيد بشكل كبير وأحيانا أضطر لتقديم أعمال قد لا أكون مقتنعة بها وأختار منها أحسن الوحشين علي حساب ما أحلم به كي لا أبقي في البيت، رغم أن التمثيل مهنة شاقة وتستنزف الطاقات الجسمانية والنفسية، وفي النهاية كل ما يهم ويشغل الكثيرين الإيرادات وأحيانا كنت أحدث نفسي بألا أكمل مشواري كممثلة ، لكنني بعدما قرأت السيناريو قلت لخالد يوسف إنه فيلم مهرجانات .
وعن دور ناهد التي تحترف الرقص قالت: كان نفسي أقدم حاجة الناس عايزة تشوفها وعايزة تشوف معاناتها وأقدم كل التركيبات والشخصيات الموجودة في المجتمع، لأن هذا دوري أن أقدم وأمثل الناس، وأؤدي دور راقصة أو مدرسة، صحيح إن ناس كتيرة صدمت في الدور وجرأته، لكن هذا واجبنا وأمانة علينا تقديم مثل تلك النماذج والتعبير عن تلك الفئات والناس «محتاجة تشوف نفسها ومشاكلها» ودور «ناهد» فرق معايا كثيرا وأيضا «الشحن» الذي شحذه لي خالد يوسف وأنا أعترف أنني كممثلة لا أعرف أمثل جيدا إلا بتوجيه من مخرج «شاطر» وواع وقادر علي أن يخرج مني كل طاقاتي وأعتبر نفسي أداة في يد المخرج أنا مطيعة جدا وباسمع كلام المخرج، وهذا «الشحن» يفرق معي، لأنني في حاجة دائمة للتوجيه، ورغم ما يتردد عن أن خالد مخرج متعب لكن ياريت كل المخرجين يبقوا متعبين مثله وتكون النتيجة جيدة مثل «حين ميسرة» والناس كلها تتكلم عنه وتتوجه لمشاهدته مرة واتنين وتلاتة كما فعلوا ويكون له قيمة يقدرها الكثيرون.
البطل.. عمرو سعد: تفكيري كممثل يتجاوز صالات العرض المكيفة
«الصدق هو مفتاح النجاح».. بهذه الكلمات بدأ عمرو سعد حديثه، مؤكداً أن الصدق وراء نجاح الفيلم وجماهيريته، وقال: عصب النجاح أيضا التمثيل تحت إدارة المخرج والحديث المستمر مع السيناريست طوال الوقت وهذا ما يخلق فيلما ناجحا علي المستويين الفني والجماهيري فلست مع من يقولون إن الفيلم الناجح فنيا لا ينجح جماهيريا بل ينجح في المهرجانات فقط، لكن الفيلم الجيد ينجح فنيا وجماهيريا،
وطوال الوقت ونحن نحضر للفيلم وأنا لا أملك سوي إحساسي، فدور عادل حشيشة جاء بالضبط ليضعني في الشارع الذي أرغب في السير فيه وهذا يعود إلي خالد فمنذ فترة طويلة وأنا أحلم بأن أقدم عملا يكون له علاقة بالناس أو سينما الناس «اللي لازقة» فيهم والبعيدة عن الزيف أي يستطيع المتفرج أن يقول وهو مطمئن «أنا شوفت الناس دول»، وهذا هو تفكيري كممثل، والذي يتجاوز صالة العرض المكيفة لأفكر في الناس البسطاء الذين أشاهدهم وأشعر بهم وأعبر عنهم، والتأثير خارج دور العرض كان يشغلني كثيرا .
وعن اختيار خالد يوسف له قال: كان يمكن لخالد أن يختار أي نجم ليقدم الدور في إطار إنتاج كبير وسيناريو مهم، واختياره لي جريء منذ البداية، وكنت أشفق عليه لهذه الجرأة، رغم ما كان يبعثه هذا الاختيار لدي كثير من النقاد من تفاؤل للزج بوجه جديد، خالد وحده هو الذي كان يعرف ما يمكن أن يخرجه مني.
المؤلف.. ناصر عبد الرحمن: النهاية كانت اصطدام قطارين.. لكن خالد أرادها متفائلة
كان العام المنصرم عام النجاح للسيناريست ناصر عبد الرحمن بعد سنوات من الغياب منذ تقديمه فيلم «المدينة» مع يسري نصر الله، كان عاما كسبت خلاله السينما المصرية سيناريست موهوبا وعملين: هي «فوضي» و«حين ميسرة» اعتبرهما النقاد والجمهور من أقوي وأجرأ الأفلام خلال السنوات الأخيرة.
تحدث ناصر عن تجاربه مع «نصر الله» و«يوسف شاهين» و«خالد يوسف» الذي خصه بالإشادة، وقال: قدمت «المدينة» عام ١٩٩٥ دون أن يوضع له أفيش أو يراه أحد رغم أنه فيلم جيد، لكنني لم أشعر به، ثم جلست سنوات بعده، إلي أن قدمت «هي فوضي» مع «يوسف شاهين» وخلال العمل علي الفيلم طلب مني «خالد يوسف» كتابة فيلم عن العشوائيات، فبدأت كتابته ولم أكن أحلم بأن يطلب مني أحد تقديم فيلم عن هذا الموضوع، لأن هناك موضوعات كثيرة كنت أكتبها وأنا أعرف أنها «حتتلم»،
وقد تدخل خالد في بناء الفيلم، خاصة أنني قد استدعيت للجيش وحمدت الله أنه قام بذلك خلال فترة تجنيدي، لأنني مثلاً كتبت مشهد النهاية في السيناريو الأصلي والقطار يصطدم بآخر لينفجر، لكن «خالد» أراد منح درجة من التفاؤل والأمل فرفض تلك النهاية وجعلها مفتوحة ومتروكة للجمهور وهو يتابع طفل الشوارع وهو يحمل ابنه علي سطح القطار الذي يقل والديه ويتحدي المجتمع دون أن يلتقي الأطراف الثلاثة، وخالد هو أقرب المخرجين الذين عملت معهم لي، لأنه مهتم جدا بتقديم فيلم للناس ولو قدمت فيلما ثانيا معه سأكون مطمئنا لأنني «قعدت سنين محدش عبرني»،
بينما تولي خالد نقل الورق الذي هو الوسيط بيني وبين الناس، وميزة خالد أنه حين أعمل معه فالعمل «يبان» لأنني أكتب ورقا وحين أنتهي منه لا أعرف ما أقوم به بعد ذلك لكن خالد له الرؤية النهائية والمشاعر أيضا التي تملأ الفيلم والتي يدعي طوال الوقت أنني من كتبتها وهذا غير صحيح لأن «خالد» لديه إحساس عال جدا.
وعن شخصيات الفيلم قال: خالد تعامل بذكاء مع شخصيات الفيلم وخاصة عادل حشيشة الذي هو عصب موضوع الفيلم وحجر الزاوية له، وكان من الممكن أن يكون بطلا من الجلدة للجلدة مع مخرج آخر فهو شخصية جبانة وخائفة طوال الوقت تتذرع بمبدأ «حين ميسرة» لتجنب أن تكون إيجابية في أي شيء لكن خالد أفرد مساحة لكل الشخصيات منها فتحي وهو الشخصية التي غار منها عمرو سعد وأيضا فقد كان علي الورق شخصية كئيبة جدا لكن خالد أضاف له، وأيضا «أيمن» طفل الشارع الذي عمره «١٣» عاما ونحمده التي قدمتها وفاء عامر.
خارج الكادر
* سمية الخشاب تحدثت عن معاناتها النفسية والعصبية خلال أدائها مشهد الاغتصاب لدرجة أنها لاتزال تعاني من ضعف واحتباس صوتها من فرط الصراخ الذي تطلبه المشهد وهي تقاوم مغتصبيها، لاتزال تخضع للعلاج حتي الآن. سمية تعتقد أن المرأة في المجتمع المصري لاتزال مقهورة وتعاني من تعنت الرجل الشرقي وقهره لها مهما حصلت علي حقوقها أو تأسست جمعيات نسائية لنصرتها.
* عمرو عبدالجليل قال: إن المنتجين قبل «حين ميسرة» كانوا لا يؤمنون بقدرته علي الإضحاك، كانوا دائما ما يقولون لي مالك بالكوميديا «خليك في اللي بتقدمه»، والفضل في نجاحي في تقديم شخصية «فتحي» يعود إلي خالد يوسف الذي اكتشف ذلك في وعمل علي تنميته، وقد كان هناك بعض الجمل والإفيهات للشخصية مكتوبة بالفعل في السيناريو وهناك جمل خلّقها خالد ونحن نصور.
* رفض عمرو سعد الاعتراف بمصطلح «البطولة المطلقة»، ويري أنها تعني أن يخرج ويؤلف ويمثل وينتج الفنان، وقال: حتي «شارلي شابلن» لم يوصف «البطولة المطلقة» أو يدعي تقديمها، ونحن قدمنا في الفيلم عملا جماعيا، وذلك معناه أن كل واحد كان يعمل وهو مدرك أنه مسؤول عن أسباب نجاح الفيلم أو فشله.
* ناصر عبدالرحمن حكي عن موقف طريف تعرض له خلال استضافته وأسرة الفيلم في أحد النوادي الاجتماعية الراقية، حيث ذكر للحضور من سيدات المجتمع أنه جار لهن (في إشارة إلي حي روض الفرج الذي يسكن فيه والمجاور للنادي).
* خالد يوسف ذكر استعانته بناس حقيقيين من العشوائيات للإقامة في الاستديو خلال التصوير طوال اليوم لمدة شهر كامل، وأشار إلي أنه استمد بعض التفاصيل منهم منها مشهد خرط الملوخية بغطاء حلة في الفيلم وحكي عن إحدي السيدات وتدعي أم محمد التي أخبرته أنهم يخرطون الملوخية بالغطاء قائلة «انت فاكر يا بيه إننا بنخرط الملوخية بمخرطة؟»،
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى